العنف الرقمي القائم على النوع الإجتماعي : إعادة النظر في تصنيف أشكال العنف القائم على النوع الإجتماعي 

"الرقمي" هو مفهوم معقد يتضمن أبعادًا متعددة، حيث يُمثّل في الآن ذاته، مجالًا للمقاومة والنضال، وميدانا ملائمًا للعنف الرقمي.
أمام هذه الثنائية، انتهج صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس مقاربة شاملة، جمعت بين البحث والتوعية، وذلك لتعزيز فهم خصوصية هذا الفضاء واستكشاف إمكانياته الملائمة للتعبئة. ويمتدّ هذا الفضاء "الافتراضي"- كما يتم وصفه -  إلى المجال العام كما الخاص، نظرًا لقدرته على التواجد بشكل افقى  وفيروسي في عديد المجالات.
وبناء على هذه الخصوصيات، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس بــ :

 إنجاز دراسة : العنف القائم على النوع الإجتماعي الذي تيسّره التكنولوجيا 
بالتعاون مع مختبر البحث "صحة الأم والطفل" التابع لمستشفى منجي سليم، أنجز صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس دارسة نوعية وكمية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسّره التكنولوجيا. يتمثل هدف الدراسة  في تحليل انتشار هذا النوع من العنف، وتحديد أنواعه، بالإضافة إلى تقدير تأثيره على جودة الحياة والصحة النفسيّة للضحايا.
اعتمدت هذه الدراسة منهجية جمعت بين استطلاع هاتفي شمل 741 مشاركة وعدد من المجموعات المركزّة .
أفرزت الدراسة عديد  النتائج من بينها نذكر أنّ 60% من النساء المستجوبات، صرحن بأنهن تعرضن لنوع واحد على الأقل من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسرّه التكنولوجيا.
كما حددت الدراسة 14 نوعًا من أنواع هذا العنف  ومن بينها نذكر التحرش الجنسي عبر الإنترنت، الملاحقة والمراقبة عبر الإنترنت، استغلال الصور، والقرصنة، وسرقة الهوية، وخطاب الكراهية، وغيرها. تم تقديم هذه النتائج خلال ورشة انتظمت يوم 22  نوفمبر في تونس.

مسرح المنتدى حول العنف القائم على النوع الإجتماعي الذي تيسّره التكنولوجيا : أداء ركحي أم محاكاة ؟ 
بالشراكة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس بتنظيم مبادرة توعوية فريدة تتمثل مسرح منتدى أو المسرح التفاعلي حول العنف القائم على النوع الإجتماعي الذي تيسّره التكنولوجيا. شملت هذه المبادرة مرحلتين : تمثّلت الأولى في تعزيز مهارات مجموعة تشمل 11 شابًا وشابة وذلك من خلال تمكينهم- تمكينهن بمعارف معمّقة حول الموضوع  وبالأدوات التقنية اللازمة. تمّ خلال هذه المرحلة صياغة السيناريوهات وتحديد المشاهد والشخصيات بطريقة تشاركية جمعت المشاركات والمشاركين وفريق التأطير.
تمثّلت المرحلة الثانية في تنظيم عرض مسرحي تفاعلي، لعب فيه جمهور جمع أكثر من 100 شخص دورا محوريا من خلال تقديم تفاعلات وتعليقات حينية خلال العرض.
لا يمكن اختزال هذا الأداء على عرض مسرحي بسيط، بل هو محاكاة متعددة الممثلين -ات حيث يجد كل مشارك-ة نفسه-ها في وضعية مشابهة من الوضعيات و المشاهد المعروضة.

تهدف هذه المبادرة إلى رفع مستوى الوعي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسيّره التكنولوجيا والتشجيع على اتباع سلوك آمن في الفضاء الرقمي من أجل المساهمة في خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا واحترامًا للجميع.